بعد تفجير سد أوكرانيا.. جماجم متناثرة تكشف تاريخ المنطقة

نشر بواسطه/ احمد المهدي

بروجرام : تذكير بالماضي العنيف للمنطقة، ظهرت هياكل عظمية وجماجم في السهول الطينية التي انكشفت بعد إفراغ خزان المياه الواسع على طول نهر دنيبرو في أوكرانيا، نتيجة لتدمير سد كاخوفكا الأسبوع الماضي، وفقا للقطات منشورة على الإنترنت.

وأظهرت مقاطع فيديو التقطت على جانبي نهر دنيبرو الذي تتقاسم أوكرانيا وروسيا السيطرة عليه، حيث كان الخزان في السابق، جماجم متناثرة، إحداها داخل خوذة تعود إلى الحرب العالمية الثانية.

وذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية، أنه لا يمكن التحقق من اللقطات بشكل مستقل بسبب القتال الدائر في المنطقة.

لكن مؤرخين يقولون إن بعض الرفات قد تكون لأشخاص ماتوا في معركة ضخمة وقعت قبل 80 عاما في نفس الموقع، الذي يشهد الآن هجوما أوكرانيا ضد القوات الروسية، وتحديدا حول نيكوبول وكاميانكا ودنيبروفسكا.

تاريخ عنيف

كانت معركة دنيبرو (أو دنيبر في النسخة الروسية) محورا لواحدة من أكبر العمليات العسكرية في الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت الهجوم المضاد للجيش السوفيتي ضد الجيش الألماني، الذي شارك به أكثر من 6 ملايين جندي.

في أواخر عام 1943، كان التركيز على نيكوبول، على الضفة اليمنى للنهر، موقع مناجم المعادن الخام التي كان الزعيم النازي الراحل أدولف هتلر مصمما على التمسك بها.

اليوم، نيكوبول مدينة على خط المواجهة يسيطر عليها الأوكرانيون، وتطل على المسطحات الطينية التي كان يغمرها الخزان ودنيبرو، في بلدة كاميانكا دنيبروفسكا التي تسيطر عليها روسيا، ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.

في أواخر عام 1943، كافح الفيرماخت (القوات المسلحة لألمانيا بين عامي 1935 و1945) للصمود ضد قوات الجبهة الجنوبية الغربية السوفيتية، بقيادة المارشال روديون مالينوفسكي، وأجبروا على التخلي عن المدينة في فبراير 1944.

المؤرخ في المتحف الوطني لتاريخ أوكرانيا في الحرب العالمية الثانية أندري سولونيتس، قال: “تراوحت خسائر القوات السوفيتية بين 30 ألفا و60 ألفا. ووصلت خسائر القوات الألمانية والرومانية إلى 20 ألف شخص”.

“لذلك من الناحية النظرية، يمكن ربط هذا الفيديو الذي يظهر الخوذة والجمجمة بهذه الأحداث”، وفق سولونيتس.

كما علق الخبير في الآثار العسكرية الألمانية في أوكرانيا أوليكسي كوكوت، قائلا: “بينما كان جنود الجيش الأحمر (السوفيتي) القتلى مدفونين في الأرض، تُرك الجنود الألمان القتلى ملقون في الحقول، لذلك يمكن أن تكون (الهياكل العظمية) لجنود ألمان حقا”.

تركت العديد من الجثث الألمانية ملقاة في المستنقعات، التي غمرت بعد ذلك عند بناء سد كاخوفكا عام 1956.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *