نشر بواسطه/ احمد المهدي
موقع بروجرام وكأنها رحلة سفاري تمتلئ بالمتعة وليست ساحة معركة تنتهي بالموت، هكذا بدت محاولات أوكرانيا اليائسة لاستقطاب مجندين جدد، لتعويض خسائرها البشرية في حربها مع روسيا، وأظهرت حملات الدعاية الأوكرانية التي انتشرت مؤخراً وملأت الشوارع وشاشات التلفاز الجنود الأوكرانيين، وسط مظاهر خلابة وطبيعة ساحرة، بصحبة عارضات أزياء شقروات بقوام ممشوق وأعين ملونة يرتدين التنورات القصيرة وأحذية السهرات الحمراء، في حالة استرخاء فوق أغطية السيارات المدرعة «الهامفي» بصحبة جنود ذوي أجساد مشدودة، تتأهب إصابعهم للضغط على الزناد، وكأنما تقول أن ما يتخيله البعض حرباً ليست إلا نزهة.
لم تكن هذه ساحة معركة، بل كانت الخطوط الأمامية للحملة الإعلانية التالية للواء الهجومي الثالث الأوكراني ــ وهي نسخة حديثة من فتيات الإثارة على غرار الحرب العالمية الثانية، مع عارضات شبه عاريات، ويأمل الأوكران أن تجذب هذه الحملة المجندين، الذين أصبحوا في نقص متزايد مع اقتراب الحرب مع روسيا من عامها الثالبث.
تعال وانضم إلينا
ومع تزايد قلق الجمهور من جهود التجنيد، تتنافس الوحدات العسكرية في مختلف أنحاء أوكرانيا مع بعضها البعض لإعادة ملء صفوفها المستنفذة، ولخوض الحرب بشكل أفضل، يتعين على هذه الوحدات أن تملئ صفوفها، وقليلون هم الذين يقومون بذلك بشكل أفضل من لواء الهجوم الثالث، المعروف بلوحاته الإعلانية المبتكرة وقناته على موقع يوتيوب التي تدر الدولارات، فضلاً عن الإيديولوجية المثيرة للجدال التي يتبناها مؤسسها.
وإن ما يميز الأمر هو أن أكثر من 130 لواءً عسكرياً في البلاد أصبح مسموحاً لهم الآن بالبحث عن المجندين بشكل مباشر ـ متجنبين بذلك مراكز التجنيد الوطنية تماماً. وقد تبنى اللواء الهجومي الثالث نهجاً يقوم على جذب المواطنين العاديين وإظهار نوعية الجندي الذي قد يصبح عليه إذا تطوع في وحدة القتال العليا في أوكرانيا.
وتتوقع قائدة الفريق الإعلامي للحملة، كريستينا بوندارينكو، أن تثير هذه الحملة جدلاً واسع النطاق، لكنها تأمل أن يعمل الاهتمام لصالحها.
وأضافت قائلة: “إنها حرب حديثة تتطلب منا أن نكون أكثر انفتاحًا. نحن بحاجة إلى تسويق وبيع فكرة أن التواجد في الجيش أمر رائع”.
وتغطي الإعلانات العسكرية أوكرانيا، على طول الطرق السريعة وشوارع المدن وفي جميع وسائل التواصل الاجتماعي، لتسويق نسخ مختلفة من الحرب – بعضها هادئ وخالٍ من العنف، وبعضها الآخر وطني وبطولي.
وفي العام الماضي، أنشأت أوكرانيا مركز تدريب جديد، على أمل تخفيف القلق العام إزاء قدرة المؤسسة العسكرية على تدريب وتجهيز الجنود الجدد على النحو اللائق. كما تنتشر مراكز التجنيد في مختلف أنحاء البلاد لبناء نموذج شفاف وفعال لجذب المواطنين إلى الخدمة العسكرية، وفقاً لموقع وزارة الدفاع على الإنترنت.
وكانت حملتهم الثانية تصور جنودًا يواجهون خصومهم، والثالثة أكثر طرافة، إذ أظهرت المجندين جالسين على كراسي الحديقة، وهم يحلقون بطائرات بدون طيار في سماء الصيف الزرقاء. وفي حملتهم الأخيرة، أرادوا تجربة صور جديدة تمامًا مع ربطها بموضوعات تاريخية.
وبحلول أوائل أكتوبر، بدأت الإعلانات تظهر في مختلف أنحاء أوكرانيا وسط آراء متباينة. فقد وصفها أحد مستخدمي موقع إكس بأنها محرجة، مضيفاً: أريد حقاً أن أنظر في عيني الشخص الذي ابتكر هذه الفكرة.
وعلى موقع فيسبوك، نشرت امرأة صورة للوحة إعلانية على الطريق السريع مع تعليق: أنا أحب لواء الهجوم الثالث. أنا أحب كل وحدة تحمل سماء الخريف الباردة فوقنا. وكما كان متوقعا، فإن الحملة بالتأكيد جعلت الناس يتحدثون عنها.