صَعاليكٌ بِعِزِّ الظُّهْرِ تَنْهَبْ
کَإِبْلیسٍ بِكُلِّ الْخَلْقِ يَلْعَبْ
فَلا ذِكْرَى تُداوي جُرْحَ قَلْبٍ
فَماضينا بِواقِعِنا يُعَذَّبْ
فَكُلُّ الْوَرْدِ في حَظْرٍ سَجينٌ
وَأَفْراحٌ إِذا بانَتْ سَتُشْطَبْ
فَلا دَمْعٌ مِنَ الْعَينَينِ يَشْكُو
بِجَهْرٍ مِنْ مَواليها فَتَغْضَبْ
أَنا شِعْرٌ على أَبْوابِ حُزْنٍ
أَنا الْمَسْجُونُ في بَحْرٍ تُلَهَّبْ
فَأَرْواحٌ على أَلْواحِ قَبْرٍ
فَفي عَيشٍ وَمَوتٍ لَدْغُ عَقْرَبْ
هُنا مَلَلٌ هُناكَ بُيوتُ مَوتٍ
فَفي غَدْرٍ سَتَبْقَى أَو تُغَرِّبْ
بَدَأْتُ مُقامِراً جَبْراً بِشَأْني
فَأَجْسادٌ على الْأَشْواكِ تُضْرَبْ
بُليتُ بِمَنْ يُسَمِّي الْعِلْمَ جَهْلاً
وَيُلْقي جَهْلَهُ جَهْراً فَيُكْتَبْ
جَفافٌ قَدْ عَلا أَسْوارَ عِزٍ
جَفافٌ مِنْ دَمِ الْأَحْرارِ يَشْرَبْ
يُمازِحُنا وَيَضْحَكُ مِنْ بَعيدٍ
كَسَفَّاحٍ وَهَلْ في الْمَوتِ مَقْلَبْ
فَمِنْ صِغَرٍ إِذا أَخْلاقُ مَرْءٍ
على سُوءٍ وَقُبْحٍ قَدْ تَرَبَّتْ
فَمِنْ ذا لنْ تَرى خَيراً بِأَمْرٍ
على سُوءٍ جَرى وَالْعُمْرُ أَشْيَبْ
وَيُبْتَرُ كُلُّ أَمْرٍ كانَ هَشَّاً
عَدا ظُلْمٍ بِطُغْيانٍ سَيُغْلَبْ