صدر مؤخرًا كتاب «المجيز في اللغة لسلامة النطق والتحرير الصحفي» للإعلامي الجزائري القائد علي الشايب، الذي يُعَد مرجعًا في اللغة العربية للصحفيين والإعلاميين والباحثين والطلاب، ويتضمن 25 مادة لغوية منها أنواع الأفعال والأسماء والحروف والجملة وكتابة الهمزة والمجرورات والمنصوبات والتذكير والتأنيث ومختلف أساليب اللغة العربية وغيرها من المواد اللغوية مع تركيز المؤلف على الشرح وتقديم القاعدة النحوية المتبعة.
ولفت البروفيسور سعد مردف، أستاذ اللغة والأدب العربي بجامعة الوادي بالجزائر، إلى أن مؤلف الكتاب القائد علي شايب وهو صاحب مؤسسة إعلامية، قد أورد في مقدمة «الموجز في اللغة» دوافعه لإصدار هذا الكتاب والتي جاءت من خلال ملاحظاته للسقطات والأخطاء اللغوية، الصرفية والنحوية والتركيبية، في صياغة الخبر والتي لم تسلم منها الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون حيث بات اللحن «عدم اتباع قواعد اللغة» هو الأصل.
وأشاد البروفيسور سعد مردف – لدى تقديمه للكتاب – قائلا «كان نظر محبّر أوراق الكتاب في لغات أهل الصحافة، قد وقفه على لحن بعض المشتغلين بها وانحراف ألسنتهم عن جادة التعبير السليم، فرأى أن ينظر في كتب النحو، قديمها وجديدها، جامعها ووافيها، واضحها وموجزها، ليقطف من ورودها الندية ما وافق الحاجة، وكان أقرب إلى ما افتقر إليه أهل الإعلام وأصحاب الأقلام، وفصيح الكلام، فاستوسق لديه هذا الكتاب الظريف المفيد».
وأكد أن الخطأ اللغوي في وسائل الإعلام أو خارجها من شأنه إفساد الفكر الوطني وتعطيل القدرات الذهنية، ومصادرة أداة مهمة تسهم في صياغة الحضارة كما تُلحق الضرر بثقة الناس في الإعلام الإخباري.
من جانبه، يرى قديري مصباح رئيس الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين أن كتاب «المجيز في اللغة لسلامة النطق والتحرير الصحفي» يختص بالجانب اللغوي والأسلوبي ويساعد الإعلاميين دارسين وممارسين، على الكتابة بلغة سليمة ويرشدهم لاجتناب المآخذ والأخطاء الصرفية والنحوية والتركيبية.
وقال إن الكتاب جاء للحد من انتشار الخطأ الشائع والذائع والسعي إلى التخلص من ركاكة الأسلوب واستخدام المفاهيم غير الدقيقة، وهو فرصة للمشتغلين في حقل الإعلام والصحافة للارتقاء بلغتهم والمحافظة على لسان سليم.
وأضاف «نرى أن بعض وسائل الإعلام باتت تشكل تهديدًا كبيرًا على لغتنا العربية، حيث استباحتها بتعميم الأخطاء واستعمال لغة هجينة تمزج بين الفصحى والعامية ولغة الشارع وبعض الألفاظ الأجنبية، كما وصل الأمر بالبعض إلى ارتكاب أخطاء لغوية فادحة دون رقابة أو محاسبة، وهنا يجب أن ندق ناقوس الخطر لإصلاح الوضع، ولعل هذا المرجع القيِّم أحد أدوات تصحيح الخلل، فهو يشكل زادًا نافعًا للأسرة الإعلامية للتحكم أكثر في اللغة وإتقانها بما يليق بالمهنة و الجمهور على حد سواء».
الكتاب صادر عن دار سامي للطباعة والنشر والتوزيع بالوادي في الجزائر، وهو موجَّه بصفة خاصة إلى الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام وكذا طلاب الإعلام وكل مهتم بسلامة اللسان العربي الفصيح نطقًا وكتابةً وتعاملاً، ويقع الكتاب في 284 صفحة، متنها موضح باستعمال الألوان في عنونة المواد اللغوية والتبويبات، ما يجعل الكتاب مغريًا وجذابًا في شكله ومحتواه، وأضيف ملحق للكتاب يتضمن بعض الصفحات البيضاء كي يضع فيها مستعمل الكتاب تلخيصه الذاتي وملاحظاته الشخصية.