العالم استغرب موقفه ، كيف قضى الملك الاردني لحظات في الجحيم وعاش اطول ايام حياته وأسواها على الإطلاق

 

 

بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم

ظهر أمس الملك الاردني عبد الله الثاني كطفل صغير امام ترامب كما وصف المشهد رواد التواصل الاجتماعي الذين سخروا من الملك ومن الحالة التي ظهر عليها بالإضافة لمرض عينيه .

من الطبيعي أن يظهر بهذه الحالة كل شخص امام ولي نعمته ، وهذا لا يجب ان يكون مثار استغراب ، فامريكا تخصص الملايير من الدعم سنويا لمصر والاردن وإسرائيل .

لذلك فترامب تحدث بيقينية تامة واكد ان مصر ستوافق على طرحه بنسبة ٩٩ بالمائة ، وكذلك قال عن الاردن بحضور ملكها وولي عهده ، وهو منأكد من ما يقول ولن يتنازل عنه .

ترامب مصر على تنفيذ خطة التهجير وقد تحدث بهذا الخصوص خلال حفل تنصيبه رئيسا لأمريكا ، وشرح خطته الكاملة في عدة مناسبات ، وضمن موافقة بعض الدول على استقبال المهجرين من غزة .

خلال نفس اللقاء اكد ترامب انه سيقتطع جزءا من الاردن لتسكين الفلسطينيين ، لم يبال ان امامه ملك ، وفي البروتوكول يعتبر الملك اقوى من الرئيس ، ومع ذلك فقد كان الرئيس الامريكي هو الملك والمالك لزمام امور اللقاء .

عبد الله الثاني الذي يستقوي صباح مساء على الفلسطينيين ويظهر كأسد بلباس الصاعقة ، صدم العالم وهو يظهر كفار لا حول ولا قوة له ، لا يستطيع قول كلمة “لا” في وجه ترامب .

يوم امس كان صادما بكل ما تحمل الكلمة من معنى بالنسبة للاردن ولعاهلها عبد الله الثاني ، حيث انه كان أطول يوم في تاريخها ، سيما وان وساىل الإعلام العالمية حضرت الحدث وغطته بشكل مباشر .

ملك الاردن كان تحت وقع الصدمة ، فليس بمقدوره معارضة اوامر الرئيس المجنون ، وحاول التمويه واتباع سياسة النعامة بدس رأسه في الرمال ، لكن هذه السياسة لم تنفعه .

قال انه ينتظر رد الدول العربية المعنية بالامر مثل مصر والسعودية ، واكد انه سيعقد جلسة مطولة مع ملك السعودية للبث في هذه القضية ، وسيفعل نفس الامر بالنسبة لمصر .

امام إصرار ترامب ، أكد عبد الله الثاني ان بلاده ستستقبل حوالي الفي طفل مصاب بالسرطان ، ومن تم استقبال عائلاتهم ، وهذا رضوخ لاوامر ترامب بطريقة تستغفل الشعب الاردني وتساهم بشكل ٱخر في تهجير الغزاويين من اراضيهم .

بعد هذا الإجراء سيهجر مرضى السكري والقلب وباقي الامراض بدعوى العلاج لكي يرضي سيده الآمر الناهي ، والضحية هم الشعب الفلسطيني الذي يفترض ان يبقى في ارضه معززا مكرما .

رد الملك جعله مثار سخرية رواد التواصل الاجتماعي ، وامعنوا في الاستهزاء منه بل وصل الامر للسخرية من مرض عيونه ومن طريقة جلوسه وخوفه من الرئيس الامريكي .

البعض وصف كثرة إغماض الملك لعيونه بالتوثر والضيق الذي ليس له نظير ، والبعض الٱخر وصف المشهد بالبيت الشعري :

أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة

ربداء تجفل من صفير الصافرِ

هلاّ برزت إلى “غزالة” في الوغى

بل كان قلبك في جناحي طائر

صدعت غزالة قلبه بفوارس

تركت مدابره كأمس الدابر

ذكاء وحرص الملك على إيصال رسالة مفادها أن القرار العربي قرار موحد، وتوجيه نظر العالم إلى قضية الأطفال في غزة، والتأكيد على أن الأولوية هي للجانب الإنساني، يمثل قمة الدهاء السياسي.

لن يتراجع رئيس أكبر دولة في العالم عن تصريحاته التي أطلقها قبل يومين فقط في اول لقاء عربي يتم بعده .

وفي المقابل هناك من اعتبر ان جلالة الملك “استخدم فكرًا استراتيجيًا قائمًا على المماطلة السياسية، عبر تأجيل القرار أو تسويف للموقف وتوجيه النظر إلى شي آخر ، بل هي أداة استراتيجية تُستخدم لتحقيق أهداف محددة ضمن بيئة سياسية معقدة، مثل كسب الوقت، وإضعاف الفكرة، وتحسين شروط التفاوض، أو حتى انتظار تغييرات داخلية أو خارجية تصب في مصلحة الوطن”

على كل حال ، اظن يوم امس كان اسوا وأطول ايام حياة الملك الاردني ، يوم لن ينساه مادام على قيد الحياة ، هو الذي ظهر مؤخرا حاملا للرشاش وكانه بطل محارب وعلى صدره الكثير من النياشين التي تشهد له بك

سب الكثير من الحروب ، لكنه فشل في الرد على ترامب ومواجهته ورفض امره بتهجير الغزاويين ، ماذا سيقول لشعبه ، والاهم ، ماذا سيقول ربه غدا يوم القيامة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *