إفران المغربية المدينة الجبلية المتميزة سياحياً

نشر بواسطه محمد عبيد المغرب

إفران هي واحدة من مدن الجذب السياحي في المغرب.. وذلك بفضل طبيعتها الخلابة وتراثها العريق، وتُعرف بـ”سويسرا الصغيرة” بسبب سحرها الأوروبي وهندستها المعمارية…
تقع ما بين مدينتي فاس ومكناس ذوات التاريخ العريق، على ارتفاع 1.655 من سطح البحر… وقد صُنفت من ضمن أنظف مدن العرب والثامنة عالميًا. وتتواجد في محور طرقي مهم، وتغلب عليها طبيعة خلابة تبدو في مُتنزهاتها وغاباتها وشلالاتها وجبالها الثلجية فتُلقي بظلالها على منازلها التقليدية وفنادقها الفاخرة.

تشمل الأنشطة السياحية استكشاف المنتزه الوطني لإفران وغابات الأرز، والاستمتاع بمناظر الشلالات والبحيرات، وزيارة تمثال الأسد الشهير، والتزلج في منتجع ميشلفين خلال الشتاء، واكتشاف الحرف اليدوية المحلية في الأسواق… هذا فضلا عن المميزات المناخية التي تتسم باعتدال الجو خلال الصيف وتساقط الثلوج في الشتاء… علما أن القطاع السياحي يعد من إحدى أهم الركائز لتحريك دواليب النشاط الاقتصادي والاجتماعي على مستوى إقليم إفران، وكل الفعالية الإدارية والجمعوية تراهن عليه لكي يلعب على المدى المتوسط دورا محوريا وقاطرة للتنمية المحلية…
ويعد إقليم إفران من الأقاليم التي تختزن مؤهلات وإمكانيات تؤهلها أن تلعب دورا كبيرا في السياحة المغربية الداخلية بالخصوص، نظرا لموقع هذا الإقليم في الجهة الهضبية للأطلس المتوسط الجزء الغربي منه جعله يتوفر على مؤهلات طبيعية مهمة على سبيل المثال: مساحات غابات الأرز والصنوبر والبلوط الأخضر، في مجال هضبي…

هذا الوضع الجغرافي هو الذي جعل المعمرين يكتشفون هذه المنطقة كمنتجع يتوافد عليه المعمرين منذ سنة 1927 وهي سنة انطلاق عدة مراكز استجمامية في مختلف أنحاء المجال الغابوي بالإقليم.

وتتوزع بالإقليم عدة عيون معروفة على المستوى الوطني المغربي مثل عين فيتال وعين رأس الماء وشلالات العذراء وشلالات وادي إفران، إضافة إلى العديد من الضايات المعروفة كضاية عوا وافونورير وضاية حشلاف ووادي تزكيت وعدد من السدود المخصصة لصيد أسماك قوس قزاح مثل سد زروقة وسد عين مرشة وسد أمغاس…وهو ما يعطي للإقليم طابع الميزة السياحية فضلا عن مركز المدينة الذي يعد من أهم الاماكن السياحية في إفران، حيث يوجد تمثال الأسد الكبير الذي يعد واحدا من أهم الأماكن السياحية في إفران كونه يجذب أنظار الزائرين إليه من كل مكان بفضل شهرته الواسعة ودقة وجمال نحته وما ارتبط به من قصص وأساطير، وهو تمثال ضخم لأسد يجلس مُسترخيًا وسط مدينة إفران يعود تاريخه لحقبة الثلاثينات.

تتوافر بإقليم إفران مناطق سياحة بها تتعدد المناظر المستقطبة للسياح مثل منظر إيطو ومنظر تيزي نتغطن المطلة على هضبة تزكيت ومنظر أجعبو بعين اللوح ومناظر خرزوزة وحديقة أزرو إضافة إلى تعدد المناظر الطبيعية ذات الشهرة العالمية كمواقع سياحية كشجرة أرز كورو هذه الشجرة التي يتحدد عمرها في 9 قرون، يبلغ علوها 42 متر وقطرها 9 أمتارا، ومنظر محطة مشليفن للتزحلق على الجليد والتي في نفس الوقت ذات مناظر غابوية ووحيش متنوع وبجوارها حقول أحجار الوطواط…
كما تنتشر بجوار المدينة (إفران) عدة كهوف ومغارات كما هو الشأن بقرية سيدي عبد السلام، ومن هنا جاء اسم المدينة الذي هو إفران والتي تعني بالأمازيغية مجموعة كهوف، حيث صنفت مؤخرا ضمن المواقع السياحية الوطنية.


وقد تعزز المجال السياحي بإفران بالمحطة السياحية لإفران التي تعتبر هي الأولى من بين ثمانية مركبات سياحية تضمنها برنامج (مخطط بلادي)… وتمتد هذه المحطة التي فتحت أبوابها سنة 2011 على مساحة تقدر ب40 هكتارا٬ وتتوفر على 1164 سريرا في الفنادق المصنفة وأربعة آلاف سرير في المخيم.

أيضاً تم تدشين العديد من الإقامات والفنادق السياحية خاصة في المناطق المخصصة للسياحة الإيكولوجية٬ مع إعطاء الانطلاقة لعدة أنشطة وتظاهرات لها ارتباط مع السياحة الجبلية كبعض الرياضات وتنظيم المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية.
والملاحظة الإيجابية التي وجب الوقوف عليها هي ان القطاع السياحي بإفران — هو ما يتوفر عليه الإقليم من شبكة فندقية تتوزع بين المصنف فيها من فنادق ذات نجوم بدرجات متفاوتة ما بين الممتاز و5نجوم وفنادق من 3نحمات وأخرى فنادق غير مصنفة، وتلك الميزة الخاصة بتوافر مآوي سياحية منتشرة عبر مختلف الجماعات القروية ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعمها كوحدات تستضيف زوارا من مختلف الشرائح المجتمعية ذات الدخل المحدود نظرا للأسعار العادية المعروضة سواء للإقامة المطولة أو لتلك التي تدخل في إطار زوار عابرين…
إن هذا النمو الذي حققه القطاع السياحي على مستوى مدينة إفران يرجع بالأساس إلى عدة عوامل منها على الخصوص تحسين البنيات التحتية للقطاع من خلال تنفيذ العديد من المشاريع السياحية التي استهدفت الرفع من الطاقة الإيوائية للمدينة…
إن كانت إفران قد حافظت منذ أمد بعيد على مكانتها السياحية كمركز للاستجمام بالدرجة الأولى ثم كذلك كمحطة شتوية أغلب الوافدين عليها من السياح المغاربة، فإنها تتوفر على منتوجات سياحية إضافية تستجيب لمتطلبات وأذواق فئة أخرى من السياح ولاسيما الأجانب منهم.. وعلى وجه الخصوص السياحة الإيكولوجية وسياحة التربصات الرياضية..
كما تحتضن المدينة الكثير من الأماكن الترفيهية التي تُساعد في الترويح عن النفس.

ومن بين اجمل الأماكن السياحية الأخرى في إفران، هناك المنتزه الوطني لإفران وهو حديقة منتشرة عبر ربوع الإقليم تعد من أجمل الاماكن السياحية المُحبّبة للأطفال والعائلات ولهواة الحياة البرية، فهي أكبر حديقة وطنية في إفران المغرب تضم آلاف من الحيوانات والنباتات البرية المتنوعة على مساحة 500 كلم تقريبًا… فتستطيع خلالها مشاهدة الحيوانات والطيور في بيئتها الطبيعية ورؤية فصائل نادرة ومُهدّدة بالانقراض مثل قرد الماكاك البربري، الاستمتاع بروائح الزهور والأشجار المُمتدة لمساحات واسعة مع جمال البُحيرات، مع توثيق هذه المشاهد واللحظات بالكاميرا…
الى حانب وجود سوق للمنتجات المحلية بإفران، وهي سوق محلية غير سياحية ولكنها توفر فرصة رائعة للاختلاط بالسكان الأصليين وثقافتهم وشراء أفضل التذكارات المصنوعة يدويًا كالمنسوجات والحلي مع أذكى التوابل المغربية.
تم منتجع ميشلفين للتزلج، وهو واحد من أجمل الأماكن السياحية في إفران، يتمتع بشعبية واسعة بين السكان المحليين والزوار الأجانب خلال فصل الشتاء، حيث تمتلك المنطقة التي تبعد مسافة 17 كلم عن المدينة مُنحدرات تُغطى بالثلوج كل شتاء تُغريك لممارسة رياضة التزلج خاصة مع توفر المُعدات ومراكز التدريب، إلى جانب سلسلة من المنتجعات الراقية للإقامة.

&ومن بين أبرز الوجهات والمعالم السياحية

()المنتزه الوطني لإفران: يضم تنوعًا كبيرًا من النباتات والحيوانات البرية، ويُعد مكانًا مثاليًا لمشاهدة الطبيعة والتقاط الصور.
()تمثال الأسد الكبير وهو رمز المدينة ونقطة جذب سياحية شهيرة، تمثال نحته فنان فرنسي في الثلاثينيات من القرن الماضي.
()غابات الأرز: وهي منطقة ذات غابات واسعة تجيط بها أشجار الأرز، مما يمنح المناظر الطبيعية جمالاً استثنائيًا.
()الشلالات والبحيرات منطقة زهر بالبحيرات الهادئة والشلالات الجميلة، مثل شلال الملجأ.
()منتجع ميشلفين للتزلج: يعد وجهة مفضلة في فصل الشتاء لمحبي رياضة التزلج، وتتوفر به منحدرات ومنشآت تدريبية.
(+حديقة لابرايري: متنزه طبيعي وسط مدينة إفران يوفر تجربة ممتعة وهادئة.

&الأنشطة والرياضات

()التزلج: خلال فصل الشتاء، تصبح المنطقة ملاذًا لمحبي التزلج في منتجع ميشلفين.
()المشي لمسافات طويلة (الهايكنج) حيث توجد العديد من مسارات المشي الجميلة وسط المناظر الطبيعية الخلابة.
()استكشاف الحياة البرية: فرصة لمشاهدة قرود الماكاك وغزلان الأطلس في بيئاتها الطبيعية داخل المنتزه الوطني لإفران.
()اكتشاف الحرف اليدوية: زيارة الأسواق لشراء منتجات يدوية مثل السجاد والفخار والشلال.
()الجولات في المدينة: استكشاف المدينة ذات الطابع الأوروبي عبر جولات ممتعة، بما في ذلك الجولات بقطار صغير.

& المعالم السياحية في مدينة إفران في المغرب يمكن زيارتها طوال أوقات السنة المعالم التالية:

()فصل الصيف: يعد موسمًا سياحيًا مزدحمًا، حيث يعتدل الطقس وتكون الأنشطة الطبيعية في أوجها.
()فصل الخريف والشتاء: تشتهر المدينة بتساقط الثلوج وبرودة الجو، مما يجعلها مثالية لمحبي الشتاء والتزلج.
()فصل الربيع: يتميز باعتدال الطقس وزهور الربيع الجميلة.

&السياحة بإقليم إفران:

تتميز إفران بالعديد من خيارات الإقامة والخدمات السياحية… تشمل الإقامة الفنادق والشقق الفندقية وبيوت الضيافة… أما بالنسبة للخدمات، فهناك العديد من الأنشطة السياحية المتاحة، مثل زيارة المتنزهات، والحدائق الوطنية، ومحطة التزلج بمشلفن، والبحيرات، والقيام بجولات في الطرق الوعرة.

& خيارات الإقامة:

()الفنادق: تتوفر العديد من الفنادق ذات التصنيفات المختلفة،
()الشقق الفندقية: يمكن العثور على شقق فندقية ذاتية الخدمة.
() بيوت الضيافة: تتوفر أيضًا بيوت ضيافة تقدم تجربة إقامة أكثر محلية.

&الخدمات السياحية

()الأنشطة الترفيهية: تشمل زيارة حديقة إفران الوطنية، ومتنزه لا بريري، وبحيرة ضاية عوا.
()الرياضة: يمكن الاستمتاع بالتزلج في محطة مشلفن أو القيام بجولات في الطرق الوعرة.
&المعالم السياحية: يمكن زيارة عين فيتال والتمثال المشهور لأسد الأطلس.
() المطاعم: توجد العديد من المطاعم التي تقدم المأكولات المحلية والعالمية.
() المقاهي: يمكن الاستمتاع بقهوة في المقاهي المنتشرة في المدينة.
() المحلات التجارية: تتوفر محلات تجارية لشراء الهدايا التذكارية والمنتجات المحلية.
& البنيات السيحية التحتية:
على مستوى البنيات التحتية السياحية، فلقد سجلت طفرة نوعية، حيث انتقلت من 22 مؤسسة للإيواء السياحي سنة 2010 إلى 75 وحدة اليوم، أي ما يمثل 20% من الطاقة الإيوائية لجهة فاس-مكناس.
هذه الوحدات توفر طاقة إجمالية تصل إلى 3900 سريرا، وتساهم في خلق حوالي 1300 منصب شغل مباشر.
وبخصوص عدد السياح المتوافدين، فلقد سجلت حصيلة مشجعة لسنة 2023، إذ توافد 115 ألفا و463 سائحا على مؤسسات الإيواء المصنفة، أي بارتفاع بنسبة 69% مقارنة بسنة 2022…وبلغ عدد ليالي المبيت 238 ألفا و714 ليلة مبيت، بارتفاع بنسبة 64% على أساس سنوي.

&الاستثمارات السياحية بإفران:

فيما يخص الاستثمارات المهمة الجارية أو المرتقبة في القطاع السياحي…فلقد جرى إنجاز 9 وحدات للإيواء السياحي سنة 2023 ، تمثل استثمارا يناهز 67ر233 مليونا درهما، وكذا 26 مشروعا في طور الإنجاز و13 في طور الدراسة… ومن بين المشاريع المهيكلة، فانه وضمن “برنامج تهيئة وتثمين السياحة البيئية بالمنتزه الوطني لإفران”، خصص له غلاف مالي إجمالي يصل إلى 734 مليونا درهما.
ومن بين المبادرات الاخرى المهمة هناك إحداث متنزه للألعاب والملاهي، والتهيئة المشهدية الطبيعية لوادي إفران، وتثمين وترميم بحيرة ضاية عوا، وتنمية سياحة الفروسية.
# خلاصة لواقع السياحة بإفران.
ومع كل هذه المميزات، يبدو ان مستقبل السياحة بافران مزدهر لكن رهين بشروط أخرى بأكثر من عامل، ألا وهو:
= تحفيز الفاعلين في قطاع السياحة، من خلال منحهم (مع إمكانية وصول منطقية وغير مشروطة) سندات ملكية الأراضي.
= تشجيع الجهات المعنية في القطاع على اتخاذ إجراءات أفضل للحفاظ على هذه الصورة الإيجابية للسياحة الوطنية وتحقيق مكانة أفضل بين الدول الرائدة، لا سيما وأن إفران تُعتبر، من بين مدن مغربية أخرى (أكادير، وإيموزار إداوتوان، والشاون)، مناطق للسياحة الريفية والجبلية.
= تشجيع وكالات السفر ودعوتها إلى إتاحة الفرصة لمدينة إفران لفتح مكاتبها.
= تنفيذ حملات إعلانية فعالة ومستدامة عبر جميع وسائل الاتصال (الوسائط السمعية والبصرية والمطبوعة والمجلات، إلخ) على الصعيدين الوطني والدولي.
= تطوير نموذج كتيب وأوراق معلومات تقنية لمسارات المشي لمسافات طويلة وركوب الخيل والتزلج.
= نشر أدلة طبوغرافية للمنتزه الطبيعي الوطني.
= تنظيم جمعيات للممارسين في مختلف المهن السياحية ودعمهم من خلال دورات تدريبية مهنية مكثفة، لا سيما وأن إفران تضم حاليًا جمعيات ( جمعية المرشدين السياحيين باقلم افران، جمعية مرشدي الجبال، وجمعية بيوت الضيافة الجبلية، وجمعية بيوت السياحة في جبال الأطلس الأوسط) ورغم انها ملتزمة بالعمل الفعال فإنها في حاجة الى المزيد من التواصل الواضح والشفاف.

@ المراجع والمصادر:

*عروض المندوبية الإقليمية للسياحة بافران وادارة المنتزه الوطني لافران (مقتطفات).
* الملتقى الأول للسياحة بإفران (يوليوز 2025).
*جمعية المرشدين السياحيين بإقليم إفران.
@ شكر خاص للاخ ادريس بغدادي لدعمنا ببعض الصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *